تاريخ ومعالمكتبمقالات عامة
كتاب اليمن وأنبياء التوراة: قراءة في أطروحات فرج الله صالح ديب

كتاب “اليمن وأنبياء التوراة” للمؤلف فرج الله صالح ديب يُعد دراسة جريئة تعيد النظر في تاريخ المنطقة العربية من خلال تسليط الضوء على اليمن كموطن محتمل للأحداث والشخصيات التوراتية. يقدم الكتاب أطروحات غير تقليدية تستند إلى التحليل الجغرافي، اللغوي، والأثري، مدعومة بأمثلة ونقاشات مثيرة للجدل. في هذا المقال، نستعرض أبرز هذه الأمثلة التي يقدمها الكتاب، مع توسيعها لمزيد من الفهم.
سبأ وملكة سبأ
- القصة التوراتية: تذكر التوراة ملكة سبأ كملكة جاءت من الجنوب لتزور النبي سليمان بهدف اختبار حكمته.
- أطروحة الكتاب: يرى المؤلف أن سبأ هي إشارة واضحة إلى مملكة سبأ اليمنية، وهي واحدة من أعظم الحضارات في جنوب الجزيرة العربية.
- الأدلة:
- سد مأرب الشهير يعكس مستوى التطور الهندسي لحضارة سبأ.
- قصص ملكة سبأ في النقوش اليمنية القديمة تشابه الروايات التوراتية، مما يدعم فرضية أن القصة أصلها في اليمن.
- الأدلة:
أسماء الأماكن التوراتية وأصولها اليمنية
- القصة التوراتية: تتحدث التوراة عن أماكن مثل “شبع”، “معين”، و”أوفير”.
- أطروحة الكتاب: يشير المؤلف إلى أن هذه الأسماء تتطابق مع مواقع يمنية معروفة:
- “شبع” هي سبأ.
- “معين” تشير إلى مملكة معين الشهيرة التي كانت تتمتع بثقافة مزدهرة.
- “أوفير”، التي يُقال إنها كانت مصدرًا للذهب، قد تكون سواحل حضرموت أو المناطق الجنوبية الغنية بالثروات الطبيعية.
النبي هود وموقع “عاد”
- القصة التوراتية: عاد وثمود هما قبيلتان مذكورتان في النصوص الدينية كحضارات متقدمة انتهت بالكوارث.
- أطروحة الكتاب:
- يشير المؤلف إلى أن “عاد” كانت حضارة يمنية قديمة في الربع الخالي أو المناطق القريبة منه.
- الأدلة الأثرية المكتشفة في المنطقة تشير إلى وجود بنى هندسية متطورة تدعم هذه الفرضية.
شخصيات توراتية بأصول يمنية
- القصة التوراتية: تتحدث التوراة عن شخصيات مثل هاجر وإسماعيل كأصول للعرب.
- أطروحة الكتاب:
- يربط المؤلف هاجر وإسماعيل بالحضارة اليمنية القديمة، حيث يُعتقد أن التنقل بين جنوب الجزيرة العربية ومكة كان شائعًا آنذاك.
- يشير إلى أن أسماء الشخصيات التوراتية تحمل دلالات لغوية تتوافق مع النقوش اليمنية.
التشابه بين اللغة التوراتية واللغة اليمنية القديمة
- القصة التوراتية: تعتمد التوراة على أسماء وشخصيات لها دلالات لغوية.
- أطروحة الكتاب:
- يرى المؤلف أن العديد من الأسماء في التوراة يمكن تفسيرها بشكل أفضل في سياق اللغة الحميرية أو العربية الجنوبية.
- على سبيل المثال، اسم “إسرائيل” قد يكون مشتقًا من تعبيرات حميرية تعكس الجغرافيا والعقيدة المحلية.
جبل الطور والموقع الجغرافي
- القصة التوراتية: جبل الطور هو الموقع الذي تلقى فيه النبي موسى الوصايا العشر.
- أطروحة الكتاب:
- يرى المؤلف أن جبل الطور ربما يقع في اليمن وليس سيناء، حيث أن أوصاف التوراة تتطابق مع التضاريس الجبلية في جنوب الجزيرة العربية.
أدلة إضافية
- التجارة اليمنية:
- يسلط المؤلف الضوء على دور اليمن في تجارة البخور والذهب، التي ربما كانت مصدرًا للروايات التوراتية عن الثراء والقوافل.
- نظام الري والزراعة:
- يبرز سد مأرب ونظام الري المتطور في اليمن كدليل على حضارة متقدمة تُطابق أوصاف التوراة.
- الآثار المكتشفة:
- الأدلة الأثرية من النقوش اليمنية تؤكد أن الحضارات اليمنية كانت على درجة عالية من التنظيم والتطور.
كتاب “اليمن وأنبياء التوراة” يمثل تحديًا كبيرًا للروايات التقليدية عن تاريخ المنطقة. يقدم المؤلف أطروحات مدعومة بأمثلة غنية تربط بين النصوص التوراتية والجغرافيا اليمنية، مما يعيد الاعتبار لدور اليمن كأحد مراكز الحضارة القديمة. هذه الدراسة ليست فقط إعادة قراءة للتاريخ، بل هي دعوة لاستكشاف أعمق لتاريخ الجزيرة العربية في سياق عالمي.